ثقافة الاستعباط المصري والشوفينية الفرعونية ضد العرب ..كتبه جبران بن نيتشه

ثقافة الاستعباط المصري والشوفينية الفرعونية ضد العرب ..كتبه جبران بن نيتشه

عقدة النقص الحضاري المصري الممتد من سبعة الالاف سنة ومركب الاستعلاء والعنصرية ضد العرب هي من اهم مكونات شخصية الشعب المصري وهي التي تحدد طبيعة علاقة المجتمع المصري مع اشقائه العرب .. فالفرعنة المصرية ومحاولات الاستئساد والتمكن والغلبة لاتمارس الا ضد الاشقاء العرب الضعفاء... ولكن عندما يصبح المنافس اسرائيليا او امريكيا او فرنسيا او ايطاليا فان روح العنصرية والاستعلاء الحضاري المصري يتلاشي ويختفي في ادني صوره في بروتوكولات الكرم المصري وتوزيع الابتسامات واللباقة وحسن الضيافة والاستقبال ... هذا الشعب المستأسد الذي مارس اقصي درجات الارهاب الاعلامي وانعدام الروح الرياضية وافتقاد الاخلاق العربية فقام بقذف اشقائه الجزائرين بالحجارة في الباصات وعند بوابات المطار هو نفسه الشعب الخانع الذي لم يلقي حتي حبة رمل عند معبر رفح ..حضارة السبعة الالاف سنة التي اقتحمت مدرجات الملعب بهسيتريه وجنون لتبصق فوق الاشقاء الجزائرين والتونسيين من قبلهم هي حضارة الثمانين مليون فرعوني الذين سكتوا ووهنوا وخنعوا في مجزرة غزة و لم يتمكنوا من فتح معبر لايتعدي طوله شباك المرمي في الملعب ..

فالعقل المصري يأبي دائما الاعتراف بالهزيمة والتخلف... وينكر دوره المتقهقر في مربع السباق الحضاري بين الامم والاكتفاء فقط بابراز الاهرامات والمومياءات القديمة كرافد معرفي في صناعة السيارات والدبابات والطائرات وفن السينما والحضارة الانسانية المعاصرة .. فتلوين الهزائم المصرية امام اسرائيل بمفاهيم النكبة والنكسة والسلام... و كذبة انتصار اكتوبر التي حاصر فيها شارون ستون الف جندي مصري ووصل بقواته الي مئة كيلو من القاهرة واجبر المصرين علي استعادة سيناء بشروط اسرائيلية تعد عند المصريين انتصار عظيم ... والسينما الامريكية والاوروبية والمسرح والموسيقي هي بضاعة مصرية وصناعة فرعونية في عقول المصريين .. وثقافة حقوق الانسان والحيوان وفن اللباقة واللياقة والرياضة هي سرقة نموذجية من حضارة المصريين ....وكأن العالم يخلوا من اي حضارة اخري عدا حضارة الفراعنة ( فهم الي دهنوا الهواء دوكوا .. وهم ام الدنيا .. وهم العرب الاوائل الاقحاح ولولاهم لما كنا عربا... بل ولما خرج العرب الي الوجود)

لقد كان للمصررين الدور الاكبر في نشر ثقافة البلطجة العلمية في العالم العربي.. وعسكرة الانظمة السياسية ..وزرع السمنة البيرواقراطية في الادارات والمؤسسات العربية .. ونشر الايدلوجات القومجية والاخوانجية والاشتراكية والعروبية .. مرض جنون العظمة والعنصرية المصرية المقيتة قادت الدول العربية الي فض تحالفاتها مع النظام المصري وطرد الجيوش المصرية من اليمن والعراق وسوريا وليبيا والاردن واخيرا من الجامعة العربية كلها .. بل لم يكتفي المصري بتدمير البني المؤسساتية والادارية والقانونية في البلاد العربية بل تعدوا ذلك الي حدود التعليم في المدارس العامة فاستنسخوا مناهج تعليم في البلاد العربية تعود من قرون حضارتهم الفرعونية .. تلك المناهج التي تفتقر الي الحد الادني من متطلبات العلم الحديث ....فابتدع المدرسون الفراعنة في بلادنا اليات التلقين والاصغاء وانعدام الحوار والتفاعل المعرفي بين المعلم والطالب والطاعة الفكرية المطلقة للمعلم .. ومارسوا سادية الشتم والقذف و الضرب علي الايدي والارجل والصفع واللكم علي وجوه الطلاب باعتبارها وسائل تربوية حديثة لتطوير التعليم والثقافة العامة.. وبعد ذلك كله يدندن المصري ( احنا الي علمانكم ولولانا ما تعلمتوش حاقة )..

الايدلوجيا المصرية لم تقتصر علي قطاع المدرسين والمقاولين الذي رسموا الطرقات وشبكات الصرف الصحي في بلادنا بقواعد وقوانين الهندسة الفرعونية القديمة ..بل ان ايديولوجيا الاستعلاء والشوفينية والسفسطة الفلسفية التي يمارسها المصريون ضدا شقائهم العرب تشمل السباك والسمكري والجرسون ومذيعوا البرامج الي وزير الخارجية ورئيس الدولة ( دي مصر عارف ايه يعني مصر.. مصر حاجة كبيرة ..كبيرة قوي ..احنا الي علمناكوا وربيناكوا وحضرناكوا .. ومصر لما تقول لا يعني لا ) ..

فالايمان والتسليم المصري بهمجية وتخلف العرب واستحقاقات تميز العرق الفرعوني علي اشقائه العرب افرز فكرا مصريا شوفيينا معاديا لكل مشاريع النهضة الوطنية وطموحات الشعوب العربية التي تحاول القفز فوق اهرام الفرعون خوفو ومنقرع... فالمصريون ينظرون لاشقائهم العرب علي انهم مجرد رعاع متخلفين او في احسن الاحوال علي انهم تلاميذ في قاعات الحضارة الفرعونية .. وتناسي هؤلاء جهلا او تجاهلا بان هؤلاء البدو والرعاع ضخواالمليارات علي شكل استثمارات اقتصادية وسندات مالية ورحلات سياحية عربية في ام الدنيا .. وبأن بعض من الدويلات العربية كدبي وقطر لايتجاوز تعداد سكانها حي من احياء القاهرة اقاموا نهضة عمرانية ومشاريع حضارية تتعلق في مختلف القطاعات العلمية والاقتصادية والسياحية والانسانية خارج منظومة الشوفينية المصرية بل تضاهي حضارة السبعة الالاف قرن التي سادت وبادت ولم يبقي لها اثر الا في ( فرعون مبارك) وابنائه الفراعنة الصغار من بعده

اني لا احمل ضغينة او حقدا علي المجتمع المصري ولكني احاول ايقاف زحف الفكر الاستعلائي المصري الي العرب ... وقص اجنحة ذلك الطاووس الذي لايفرد جناحيه متغطرسا الا امام العرب ولكنه يصبح دجاجة ترقص طربا امام الغرب .. بل اني اصبوا الي تبصير تلك العقول المصرية الشوفينية والفكر الاستعلائي الفرعوني الذي يسيطر علي كل المصريين بان اهل بابل وسومروسبأ وحمير والعباسين والامويين والاندلسيين ابناء حضارة عريقة ايضا وبأنهم قادرون علي منافستهم ومزاحمتهم بل ازاحتهم تماما من الوصول الي النهضة الحضارية المنشودة

لقد اسأني حقا الفكر المصري ومايفرزه من مدلولات خطابية تستبطن معاني الاحتقار والفوقية والاستعلاء ضد الاشقاء العرب علي جميع المستويات القيادية والشعبية ..فوزير الخارجية الذي هدد بكسر ارجل اهل غزة اذا عبروا الحدود التماسا للعلاج والغذاء... وتهديد كسر رجل اي دولة عربية تزايد علي دور مصر هو نفسه الذي يلثم وجنات ليفني بابتسامة فرعونية وصفراء ويحتفي بفريق بنتياهو الذي هدد بتفجير السد العالي وقذف حسني مبارك الي الجحيم .. وهذا الخطاب الاستعلائي الذي يردح بالقول الدائم بأن التثقيف والتمدين المصري هو السبب المباشر في خروج العرب من التخلف والبدواة والتصحر هو نفس ماينتجه مذيع التلفزيون والاستاذ الجامعي والسمكري والسباك والفلاح في مصر ضد اشقائهم العرب
ولا غرابة اذا وجدت المصري يزهو بنفسه في جميع مراحل حياته ..فمعظمهم يرضعون من ثدي نفرتيتي حليب نشر حضارة مصر الي دول الجوار العربي المتخلف من جنوب الجزيرة العربية الي شمال افريقيا ولا غرو اذا قالوا بان ( احنا الي علمنا الجزائر اللغة العربية .. وحررنا الجزائر واليمن وسوريا والعراق وكل البلاد العربية )

حقيقة لا اعرف كيف يحق لهؤلاء الفراعنة استلاب حق الانسان في ابراز تاريخه الثقافي المستقل عن الهمينة المصرية .. ولا اعرف لماذا يتناسون بان مصر كما ساهمت بحروب التحرير ساهمت ايضا بحروب الاحتلال ضد العراق والسودان وحماس ناهيك عن مؤمراتها ووصايتها السياسية تجاه كل الدول العربية..

ان الاوان لهذا الفكر المصري الشوفيني ان يتقزم حول ذاته ويدرك بان معظم ان لم تكن كل الشعوب العربية لا تحترمها لا علي الصعيد السياسي والاقتصادي والحضاري فحسب بل حتي علي الصعيد الفني والاخلاقي والانساني ايضا..بل ان هذه الشعوب سئمت من وصاية واستبداد "الشقيقة الكبري" التي لاتحترم ثقافة وتطلعات وطموحات اشقائها الصغار
هذه رسالة للشعب المصري الذي تستقبلهم الشعوب العربية بالورود والزهور والبساط الاحمر في المطارات وهم يستقبلوننا بالاحجار والرصاصات والبصق والتسفيه الاعلامي والتحقير الشعبي والسياسي .. ولكم بالجزائر عظة وعبرة وكل عربي يحاول الخروج من قمقم التابوت الفرعوني

جبران بن نيتشه