الحلّ
الأمثل للمواجهة بين الآباء والأبناء ، انّ طرق التفاهم كثيرة ،ولكن ماذا
لو عملنا على تشكيل (مجلس شورى) في البيت كطريق جديد للتفاهم؟
الأمر
لا يحتاج إلى تعقيدات إنّ مجرّد الاتفاق على عقد لقاء أسبوعي أو دوري بين
أفراد الاُسرة للتداول في شؤونها ، يحقِّق المرجوّ من هذا الاقتراح .
أنّ هناك نقلة نوعية في حياة الشاب يتحوّل فيها إلى (مُستشار ) لوالديه ،
يتشاور ويتحاور معهما ويُبادلهما الرأي ، فلقد باتَ من حقِّه أن يبدي رأيه
صحيحاً كان أم خاطئاً ولا بدّ أن يُحترَم رأيه في الحالين بأن يُثنى على
صحّة رأيه وأن يُنبِّه إلى خطئه بالتي هي أحسن . أمّا كلمات من قبيل
«نفِّذ ثمّ ناقِش» أو «إعمل ولا تُجادل» ، فأسلوب سلطوي يمقته الشاب
ويتمرّد عليه .
فإنّ الهدف يجب أن يكون تقوية أواصر المحبّة والتعاون والتفاهم بين أفراد
الاُسرة . ففي هذا المجلس يمكن انضاج الكثير من الأفكار التي تدور في ذهن
الوالدين أو ذهن الأبناء بالحوار الهادئ والمناقشة التي يسودها الحبّ
والتفاهم والاقناع وتقديم المقترحات والحلول للمشكلات التي تواجه بعض
أفراد العائلة أو الاُسرة ككل .
وممّا تجدر الاشارة إليه أنّ نقاء نفوس وطهارة قلوب الصغار والشبّان بنات
وبنين قد يساعد في تقديم تصوّرات مهمّة عن شؤون البيت ربّما لا تخطر حتى
على بال الأبوين نفسيهما .
أمّا ما يمكن أن نجنيه من هذه الشورى أو هذا المجلس ، فهو :
*تحقّق قدراً لا بأس به من الشعور بالمسؤولية الجماعية التضامنية .
*ما
يجري من حوار ونقاش واحترام للرأي وللرأي الآخر ، هو عملية إعداد وتأهيل
للمستقبل الذي سيخرج أبناء وبنات هذا البيت الذي يعتمد أسلوب الحوار
ليواجهوا الحياة بثقة أكبر ، وسيتعلّمون كيف يُخطِّطون ، وكيف يواجهون
مشاكلهم ، بل ويمتدّ أثرها إلى مستقبل تربيتهم لأبنائهم .
*من
شأن هذه المجالس أن تذوِّب الفواصل والاحتكاكات والغيبة والاتهامات ، بل
وتعكس الصورة إلى التوافق والانسجام والتجانس بما توفِّره من أجواء
التدريب على النقد الذاتي والاجتماعي .
(( وخلاصة
القول ، إنّ أهم حصاد يمكن أن يحصل عليه الوالدان من ذلك ، هو بناء أسرة
متفاهمة متحاورة تناقش القضايا المشتركة ، وتذوِّب الحواجز ، وتحلّ
مشاكلها بالتعاون ، وتعدّ لمستقبل أفضل لأبناء وبنات واثقين من أنفسهم
وآرائهم )) .